في شبابه كان شاعرًا باذخًا، من منا لا يعرف أغاني اللحجي والرقص الفرائحي المتناغم؟ من منا كيمنيين لا يعرف أغاني الا يا طير يالأخضر، وأين بلقاك الليلة، وليته يجي عندنا.. هذا ما كان يكتبه أحمد بو مهدي قبيل التحرر في الجنوب، الشاعر الغنائي الفريد بو مهدي، إبن المكلا وقائد مفردات الجمال الشعبي في الجنوب.. كان كما يقولون عنه، شاعرًا مجنونًا وماجنًا هايمًا، ولكنه حينما انطلقت شرارة التحرر الجنوبي، انطلق في ثناياها كأعظم أصواتها، مخلدًا للتاريخ أغانيه الساطعة بالعنفوان والقوة، كاتبًا للأغناني المدوية: بلادي إلى المجد هيا انهضي، وسيري بعزم الشباب الأبي، بدأنا كفاح البناء فاهنئي، لينعم شعبي بعيش هني.. إلى أن قال: أمامك يا شعب دربٌ طويل، علينا إذا لم نصنع المستحيل، جميعًا سنهتف لا لن نميل، ونحيا على رغم أنف العميل
الشاعر الغنائي أحمد بو مهدي، نموذجًا استثنائيًا عن روح الشباب في اوقات التحدي، عن تقديم الوطن على الذات، عن الإنتماء الحقيقي للشعب في ساعات الإستثناء، إنه حكاية بطولية عن شاعر أخرج المواطنين خلفه ثائرين بعد أن كان يخرجهم للرقص والمناسبات، هو الأثر والانتماء ذاته، هو ما يجب نتحدث عنه دائمًا، كنموذج متقدم عن روح تجاوزت حدود الأضواء والمصالح والامتيازات المبتذلة إلى شعب يسير مع ترانيم الغناء والثورة إلى النصر والاستقلال. إنه العظيم: أحمد بو مهدي.. كتب أخيرًا إلى رفاقه وشهداء ثورته بعد تتويجها: فهيّا اكتبوا النثر والا النشيد، فهم حطموا القيد يا فرحتي.. سلام عليه..
تعليقات
إرسال تعليق