متفرقات، بتاريخ اليوم، 22.10.2021

أخبرتكم ذات مرة، أن أحد قيادات الحـ وثيين قال بعدما قتل صالح: الأن كُسر ظهرنا وبان ظاهرنا.. وهذه حقيقة، واليوم سأخبركم عن قيادي أخر قال عن الرجل: أذا كان لنا أن نتعلم سياسة فمن مدرسة علي عبدالله صالح، لأنه بالفعل أدهى من حكم هذه البلاد الممزقة من قاعها..!!

وهذه نصيحة سياسية وواقعية وبلا مزايدة ولجميع الأطراف: تعلموا سياسية من مدرسة صالح، تعلموها بلا مكابرة أو غرور أو إنسياق خلف الماضي، تعلموها بصدق لربما نتفادى ماهو قادم أو مرسوم، لا حل لهذه البلاد سوى دراسة بدايات صالح في السلطة، في تلك الفترة حينما واجه خمس حروب مفتوحة على مصراعيها في عامه الأول من الحكم، وتفاداها جميعًا، ورسخ نظامه ودولته، ووقف يحكمها بنفسه..

ماجد

الطرف الذي يستفيد من أعداءه قبل حلفاءه طرف ذكي جدًا، وفي الحقيقة هذا ما يفعله الحـ وثي مع قطر والإمارات والسعودية وعمان ودول الغرب وأمريكا والمنظمات الدولية، يستفيد منهم جميعًا وفق مصالحه ومشروعه، وحين يستهدفهم إعلاميًا يسميهم دول العدوان، في توصيف لا يتعلق بدولة معينة أو جهة معلومة، بقدر ما يفتح المعنى على مصراعيه، وهذا بعكس الإصلاح الذي يعادي جميع الأطراف وكل الدول الفاعلة..!!

اليمنيون جميعًا، بكل أجزاء الوطن المترامي، في أزهى مراحل الوعي والمعرفة والدراية الناتجة عن التجربة والمعاناة والخبرة المتراكمة والمتلاحقة، لكنهم راضخون للعوز المادي والعجز المعيشي، حتى من عمق المؤدلجين والمنتميين للتنظيمات الدينية على أساس الحق وضرورة الحكم بناءًا على الدين والتدين، هؤلاء على وجه الخصوص عرفوا ما تعنيه المبررات المهيئة للفساد والإستغلال وإكتساب السلطة وإحتكارها للأشخاص والأسر والأقارب، لهذا صدقوني، أذا ما أتيح لليمنيين عمومًا المشاركة والتشارك في صناعة المستقبل وفق قناعاتهم وإرادتهم سيفاجئون العالم بنوعية الإختيار والتوجه، وهذا ما نعوّل عليه للمستقبل القادم..

بالفعل كل هذا التعقيد والتمزق أفادنا ويفيدنا من أجل القناعة التامة والعامة والجامعة والشعبية المطلقة بضرورة الدولة والحفاظ عليها وإختيار الأجدر بها لإدارتها وحكمها..

لهذا دعوا الخوف والقهر والأوجاع تتزايد، دعوا الحرب تشتد أكثر وأكثر، دعوا اليأس يقبض على كل الوجوه والعقول والتوقعات، لابد ولابد أن تتغير الموازين وتتبدل المعطيات، لابد أن تأتي معجزة الدعوات والأمنيات، ليصنع الشعب رؤيته وقناعته ووعيه العظيم، هذا ما سيحدث رغمًا عن الشيطان وأنيابه، الخير قادم، والدولة قادمة، وإن لم تكن لنا، فللأجيال من بعدنا، لمليار عام قادمة من خلفنا، لأرواحنا المحلقة على أمل النجاة من هذا الضياع..

ثقوا بهذا.. 

ماجد

أحد اليمنيين طُرد من عدن لأنه من تعز، طُرد مع أسرته وأبناءه، ليعود الى قريته ويعيش على الزراعة، وفي أحد الأيام جاء الطيران الحربي وقصف بيته وعياله، قتلوهم جميعًا، وبقي الأب لم يمت، لكنه بقي وحيدًا، هل تظنونه تنازل للحياة وعاش بمفرده؟! كلا كلا، كيف يمكنه ذلك؟! فبعد يومين فقط من الحادثة وجدوه ميتًا وهو يحضن أحد أبناءه الصغار ليلة دفنهم، مات قهرًا ووجعًا ومعاناة، بعدها أخذوهم جميعًا للمقبرة ودفنوهم أسرة واحدة وشقاء واحد، ومصير لا يختلف عن الأخرين..

هذه حكاية واحدة عن اليمن واليمنيين.. وكل تفاصيلها وأوجاعها محفوظة ومكتوبة، هل يظنوننا نترك حكاياتنا ومأسينا؟! كلا وإن لم يبقى منا روح واحدة!!


سأقول لكم بصدق، بغض النظر عن شخص مجيب الرحمن، المتسابق اليمني الذي خسر اليوم في برنامج نجوم العلوم، أنا لا أرى أهمية علمية أو طبية لجهاز فحص الكلى الذي قدمه أو إخترعه، ماهو الجديد فيه؟ لا شيء صادم ولا إنجاز علمي وإستثنائي يفاجئ العالم ويغير من مستوى الطب والصحة، لا يوجد ما يستحق لأجله التحشيد والتصويت والإيقاع العام على نغمة رفع أسم اليمن عاليًا، لا يوجد يمن عالي، ويمن سافل، نحن في الحضيض كشعب ومواطنين ووطن، هذه حقيقتنا، والإنجاز الفردي يحسب له كشخص، ليس الاّ، وإختراعه هنا لا يسمى إختراعًا لأنه لا يضيف شيئًا جديدًا لعالم البشر والتقدم العلاجي والعلمي، بقدر ما أضاف شخصه فقط على المستوى الخارجي لليمنيين..

فحص وظائف الكلى صار موجودًا في كل ومعظم العيادات العادية، وفي كل المختبرات والمستشفيات وحتى في الصيدليات، وقريبًا في الدكاكين والبوفيات، الأمر موجود منذ زمن في الوسط العلمي والطبي، ومجيب الرحمن لم يقدم إختراعًا حقيقيًا، إنما قدم جهاز لفحص وظائف الكلى على المستوى الشخصي، تمامًا كجهاز فحص السكر الموجود في متناول كل الأمراض، بمعنى جهاز لتسهيل العملية، جهاز للفحص الفردي بدلًا عن العامي، لا قيمة أذن لهذا الإختراع في عالم الإختراع والطب والتقدم العلمي والطبي، بمعنى أن كل المستلزمات الطبية كالشاش والمعقمات والسيرنج والأيفيسيت لا تمثل إختراعات، لأنها أمور مساعدة للإجراءات الأساسية، لو كان مخترعًا يفترض به تقديم ما عجز العالم عن فعله، كاختراع جهاز للغسيل الكلوي في البيوت، لكنه غير ممكن ومكلف جدًا، ولم يصنعه من قبله أحد، كونه يحتاج لأمور مازالت صعبة على إختزالها في جهاز منزلي، ولأنه يحتاج لممرض أو متخصص يدير الجهاز ويراقبه بعناية، أما أمور المختبرات العادية والفحوصات الروتينية فهي في متناول البشر وفي كل مكان، لا جديد في الأمر.. لا جديد..

مجيب الرحمن ليس مخترعًا، أو عالمًا، تقبلوا هذه الفرضية والحقيقة، علينا إيجاد مخترعين وعلماء يصدمون العالم بمن فيه، لا أشخاص يبحثون عن التصويت في المسابقات والمنافسات، هذا هراء متكامل..

أخيرًا، سأسال الجميع هنا عن أمرين، ماذا لو قدمت أنا شاشًا طبيًا وقلت عنه إختراعًا جديدًا، هل هو إختراع بالفعل؟ أيضًا، الآ تدركون معرفة القنوات العربية كلها للهفة اليمنيين جميعًا على التصويت بعاطفتهم؟! اتظنونهم لا يعرفون غباءنا ولهفتنا لإرسال ملايين الرسائل المدفوعة لأي شيء يقولون عنه يمنيًا؟!

محبتي
ماجد

الذين يتحدثون من الخارج بنرجسية وفوقية وتعالي عن معركتهم المصيرية مع سلطة الواقع في صنعاء، لا يعرفون شيئًا عن معركة البقاء هنا، معركة البقاء وعدم البيع لأحد، لا يعرفون شيئًا عن بطولة الأصوات المعارضة من بيوتها ومن بين أبناءها في ذات المكان، عن أشخاص رفضوا مغادرة أرضهم والذهاب مع المغادرين، الأشخاص الذين عاشوا في أماكنهم رغمًا عن كل شيء، وبأدنى كل شيء، ولم يصمتوا عن أي شيء، ولم يسكتوا عن أي باطل حدث هنا أو هناك، هذه البطولة ليست نرجسية أو فوقية أو إدعاءات كمعارضتهم المدفوعة سلفًا من الرعاة الأخرين، ليأتوا الى هنا وليعرفوا الرجال الذين لم ولن يبيعوا مواقفهم لأحد، ليأتوا وسنعلمهم ما تعنيه البطولة..

ماجد

رضية المتوكل مازالت حزينة، لأنها لم تحصل على جائزة نوبل للسلام، لم تكتفي بمليارات المليارات وإمتيازات الحياة الثرية، لم تكتفي بالف حلم من أحلامها البعيدة كليًا عن فكرة السلام، يحدث هذا فيما نحن هنا برفقة حاشد و قطران والشرفي والخبي وجميع الرفاق، ومنذ سنوات الحرب الأولى نطالب بالسلام ونناضل من أجل المستسلمين بلا سلام، من أجل الشعب، في مواجهة الخوف والتهديدات والفقر والتسريح والتحريض وشتى أشكال الحياة المخيفة، رضية حزينة لأنها لم تحقق حلمها الأخير، ونحن مازلنا نحفر في حياتنا وشقائنا لأجل حلم وحيد، يسمونه السلام وحرية المواطنين، أي الطرفين يستحق نوبل للسلام؟ أخبروني هيا؟ نحن أم بائعة الزيف من خلف طاولة السلام..؟!

ماجد


إضحك، عندما تعجر عن إنقاذ نفسك وإنقاذ الأخرين، إضحك فقط، وأضحك الأخرين معك!

ماجد


أخر منشور وبغادر من هنا.. هل يسكر الإنسان بوعيّه، وحزنه، وهمومه، ومشاكله، وواقعه، ومصيرية المجهول؟! نعم يفعل، ويصبح سكرانًا وملبوقًا وثملًا أكثر بكثير من شاربي الخمر والويسكي والنبيذ، ولو لم يكن هذا صحيحًا لما ذهبت عقول البشر من أحزانهم وتعقيداتهم وخيالاتهم الى الجنون وفقدان العقول والشعور، ليصيروا مجانين في الشوارع والطرقات والأرصفة، اليس هذا منطقيًا؟! نعم هو كذلك، وهو المنطق والعقل، وكل ما يجري للبشر عند درجة متقدمة من الوعي والمعرفة، حينما يشعر الإنسان بغيره، ويحمل هموم غيره يظنه الجميع سكرانًا من شدة الجنون والحديث، لكنها سكرة الحقيقة وثمالة التجاهل والتعييب..

سلام

تعليقات