الحياة والسلطة ذات اللون الواحد..

بعيدًا عن أحقية الأمر من عدمة، المدن المغلفة بلون مذهبي أو سياسي واحد مدن باعثة للتشاؤم والخوف، هذا ما تنتجه المظاهر المقترنة بالسلطة على أساس المذهب الواحد والحزب الواحد أو العكس، وفيها لا خيار أخر أمام الكائن المسكين عدا الإنخراط أو المعاداة، لا رهان أخر للبقاء في ذات الجغرافيا، إما مع اللون أو ضد هذا اللون، إما رافعًا له وأما خائنًا منافقًا وجبان، هذه المدن وهذا التهافت اللعين للإنخراط في تعظيم شأن اللون المقدس الواحد تنتج أجيالًا من المرضى المعقدين نفسيًا، ومؤمنين متطرفين للألوان المقدسة وهي بدورها تعيد التشكل لتصبح في مكان الدين بـرؤوسهم المغلفة باللون المقدس الواحد، تدريجيًا لتحل مكان المشاعر البشرية أيضًا، بعدها لا خيار أخر ولا وسيلة دينية أقدس لإزاحة هذا الإله المقدس من الألوان المخيفة، ومع التعاقب العاطفي للأجيال الرافعة لها تصبح الألوان بالفعل هي الرمز والإله والدين والمذهب وهي الوطن بكل تأكيد.. لكن الوطن هنا ليس سوى لون واحد من الطغيان..!

باريس في ما مضى إكتوت من قداسة الألوان، كانت الألوان لديهم أكثر شأنا من رموز المسيحية واليهودية في حقبة الثمانينيات، روما كذلك، والكثير من العواصم القديمة إبان الركوب على رؤوس الشعوب بأحقية الدين الملون كما يحدث هنا..!
النازية أيضًا تشكلت كـ لون واحد وشعار واحد تجسدا في شخص هتلر الأحمر، الفاشية كذلك، وفي زمننا الشرق أووسطي تبدو العراق مثلنا تمامًا، أو نحن مثلها، كربلاء، النجف، المقامات، غزة، حماس، فتح، لبنان في ذات المقارنة أيضًا، حزب الله والتراكم الأصفر للعقل اللبناني هناك، الوان التمظهر اللعين في إيران وقم، والكثير من الألوان الملكية السمينة في شخصية النفط والغاز بلونها المتواطئ السمين..!

هذا التتابع والتشابه والتقليد في الحقيقة مجرد عاطفة تزيح الدين وتقدس اللون الواحد والشعار الواحد، اللون الذي يعني في أساسه وأصوله وجذوره ومراحله المتعاقبة شيئًا واحدًا فقط "السلطة".

تعليقات