محمد رمضان جاء من حي شعبي فقير وقلب الطاولة على مخرجي الشكل الفني والدرامي والسينمائي والغنائي المصري، لم يكن من سلالة الأغنياء المدللين، ولم يظهر من شاشات مدن الإنتاج الكبيرة، جاء ببساطة من شاشة صغيرة وتطبيق صغير يدعى يوتيوب وإستحوذ على الجماهير والمتابعين بشكل صادم ومخيف، بل وتحدا الطاولة وغامر جدًا في ذلك..!
هل تظنونهم سيتركونه؟!
حاولوا فعلًا إحتواءه في البدايات ليصبح خيطًا تحت طاولتهم يحركونه كيفما شاءوا،، لكنهم فشلوا، وفي كل مرة كان يقلب الطاولة عليهم مجددًا ولا يهتم، هذا إدراك مطلق يسكن قلوب القادمين من القاع، وحدهم لا يخافون السقوط ولا يخشون الوقوع فيه، لأن القاع منهم ووحدهم جاءوا منه ويعرفونه جيدًا..!
إشكالية محمد رمضان تتلخص في هذا، في كونه لا ينتمي لطبقة المسيطرين ولا يكسب ودهم أو يحاول شكليًّا ذلك، تمامًا كما كان مارادونا، حين ظلوا بتقصدونه ليسقطوه ويدمروه وينالوا منه نفسيًا..
الغريب في الأمر أن إسرائيل والإمارات هي العامل المشترك في الشخصيتين والقضيتين..!
كيف ذلك.. ؟!
سأخبركم..
محمد رمضان كان في الإمارات حين صادف الكائن الإسرائيلي وألتقط معه صوره سيلفي، ومارادونا كان مستقر في الإمارات حينما ساند الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل، كان مارادونا يومها متهم بمعاداة الشعب اليهودي في إسرائيل، وهي عاطفة حركوا بها آنذاك المجتمعات الأوروبية واللاتينية ضد شخصية مارادونا المعادي للسامية والسلام، هذه العاطفة أفرزت في المحصلة حملات تحريضية أثرت جدًا في حياة دييجو مارادونا، وغيرت الكثير من اولوياته وتناولاته واراءه وأصدقائه..
ومع رمضان سيتغير السيناريو قليلًا الاّ أن للعاطفة تشكل الجزء الأكبر منه، وهنا ستعلمون كيف يجري تهيئة الوقائع العامة وإستغلالها للتاثير على الجمهور المستهدف، ظهر رمضان بصورة واحدة كـ متضامن مع إسرائيل، صورة أخرجت بعدها الكثير من الصور عديمة المصدر والتاريخ، لم يكن يعلم عنها رمضان شيء، كان لا يفرق بين معجبيه ولا يعرف هوياتهم خصوصًا وأن إسرائيل جنسية ثانية للكثير من الكائنات، كانوا إذًا يرتبون له حدثًا جيدًا، حدثًا عند مستوى رمضان وجمهور رمضان، وهو ما أستغلوه بعدها بشكل مدروس للتحريض عليه..
#محمد_رمضان خرج يعتذر للجمهور ويبرر لهم حقيقة أنه لا يعرف هؤلاء الإسرائيليين، لكنه قد وقع في الفخ، وحملة الكواليس كانت أقوى بكثير مما توقعه رمضان..!
بعدها بـ أيام إستطاعوا إسقاطه بحيلة دنيئة في منصة التكريم بالإمارات، وهي محاولة للسخرية منه والقضاء عليه نهائيًا بمخيلات جمهوره بعد سقوطه الإفتراضي، ولكن صدقوني، لا يسقط سوى الذين يخططون السقوط للأخرين، وستذكرون هذا..!
رمضان اليوم يحاول التكيف مع شدة الهجمات وشدة التنمر وشدة السخرية منه، ونمطه المتأثر في عقول المتابعين،، يحاول الظهور بقوة كما بدأ حياته الفنية، بداياته التي إعتمد فيها على جمهور العاديين من الشعب المصري، هؤلاء العاديين كانوا ظهر رمضان في معظم محاولات النيل منه، لكنهم في الماضي لم يكونوا يستحوذون بعد على عاطفة العداء المصري الإسرائيلي في عقول الطبقة الدنيا من المصريين، أما اليوم فقد تمكنوا منها وإستطاعوا توجيهها تجاه محمد رمضان وأظهروه خائنًا للمبادئ والأركان وضعيفًا يسقط في منصات التكريم..!
مارادونا في الماضي رضخ بالفعل، لكنه لم يكن يبالي بشيء، وكان تاريخه قد أنجز كاملًا، إنما رمضان كل شيء يعتمد على الجمهور، وجمهوره عاطفي وعادي بالضرورة، لكن بإمكانه العودة بذكاء وتماهي لو إستغل العاطفة ذاتها وأنتج سريعًا وبعيدًا ما يرضي به العاطفة الشمولية تجاه إسرائيل، وهو ما ينتظره المصريين ويريدونه من ممثل بحجم محمد رمضان، تمامًا كما فعل أحمد عز في فيلم الممر...!
أخيرًا،
محمد رمضان موهبة شابة محترمة، موهبة تستحق الصدارة مع مراعاة بعض الضوابط العامة في التعامل مع الأخرين، هذا الشاب الداهية وبطريقته التمثيلة يجسد حقيقة الروح الإنسانية والشعورية للإنسان الداخلي في أصدق أشكالها وأنجح مكنوناتها، يملك قدرة عجيبة على تقمص الدور التجسيدي لإعماق الحكاية ذاتها.
حقًا أتمنى له الديمومة والتصدر...
ماجد زايد
تعليقات
إرسال تعليق