أعرف شباب من صنعاء نفذوا مخطط سياسي خطير جدًا، قبل سنوات كتبت عنه، ومازالوا فيه، ولكني لا أعلم ماهي أخبارهم ومستجدات خطتهم، تنص الخطة على أن يتظاهروا بأنهم يحاولون التهرب الى سلطنة عمان عبر حدود المهرة مع عمان، ليقوم الحرس العماني أو الشرطة العمانية بإعتقالهم وسجنهم كمتهربين أو مهربين، بأي التهم كانت وبشتى الوسائل وبكل الطرق، يجب عليهم تحقيق الهدف من خطتهم وهو أن يُسجنوا، السجن في عمان هو غايتهم وفرصة حصولهم على بعض المال، يقولون أن السجون في سلطنة عمان تقدم بدائل بومية للمساجين وتعويضات مالية عن كل يوم يقضونه بالسجن.. والخطة تهدف لجمع أكبر مبلغ مالي من التعويضات اليومية، ليتمكنوا بعدها من شراء باصات يعملوا عليها، -وبمعنى أخر يشتغلوا مساجين-..
مازلت أتذكرهم جيدًا وهم يخططون ويرسمون الأهداف، كان أحدهم بقول ناصحًا البقية: ليحاول كل واحد منكم إطالة فترة بقاءه في السجن هناك بقدر ما يستطيع، تصرفوا بذكاء وارتكبوا ما يطيل بقاءكم في السجن، ركزوا على هذا، سيحصل الأكثر مدة منا على مبلغ مالي كبير يكفيه لشراء باص صغير ينكنه بعدما يعود لشراء باص صغير يمكنه من طلبة الله..
يومها قال أحدهم راداً على بعض المترددين من المغامرة: لقد نجحت هذه الخطة لأشخاص أخرين، لقد عادوا بعدها وأخبرونا بنجاحها، وأشتروا باصات وأمّنوا حياتهم وحياة أهلهم، لا تخافوا أو تترددوا، إنها خطة ناجحة ستخارجنا من وضعنا هذا..
واليوم، يعلم الله ماهي أخبارهم ومستجداتهم، وماذا صنعوا الى اليوم طيلة عامين..؟!!
قبل عامين كتبت عنهم هذا:
هذا نموذج عن الشباب اليمني في زمن الحرب ، الشباب التائه والعاطل والفاقد للحياة ، هذه الإفكار تأتي نتيجة البطالة واليأس المتراكم ، نتيجة إستحواذ الإوغاد على كل شيء..
هؤلاء نموذج لشباب يذهبون هرباً من فقرهم وضيقهم الى صحاري يموتون فيها أو يدفنون إو يقتلون ، إخرين أعرف منهم الكثير إبتلعتهم الصحراء السعودية ، لم يعودوا حتى اليوم ، إختفت جثثهم وأسماءهم وكل ما له صلة بهم ، لا تزال زوجة أحدهم تنتظره في بيت أهله حتى اليوم ، مات والده قهراً وذهب الضوء عن عيون إمه ، وجاءت أبنته الى الدنيا ووالدها ضائع في الصحراء لم يُعد بعد ، هو واحد من الالاف منا ، إرغمتهم الحياة على المغادرة ، هربوا ولم يعودوا بعدها للأبد ، ربما ماتوا وربما قتلوا وربما أعتقلوا وربما قبروا أنفسهم بأيديهم..
واليوم بقية الشباب الذين لم يموتوا بعد يخططون لخوض الصحراء حتى عمان ، ليس لشيء ، فقط يهربون الى السجون العمانية ، هي أرحم من تفاصيل حياتهم في وطنهم ..
أحلامهم وأقصى غاياتهم صارت سجوناً..!!
في الحروب لا أحد منكم يعرف ماذا يعني أن تكون بطالة عن العمل ، عليك إلزاماً إن تموت بيديك إن كنت ترغب ببعض الكرامة ، والاّ فهناك من سيعبث بكرامتك لتصبح مرغماً على دفن حياتك في الصحراء ، وإن كنت محظوظاً أكثر من البقية ستصل بك المسافات الى سجون عمان ليعطوك بعدها مبلغاً حقيراً تشتري به باصاً صغيراً تعول به نفسك وأطفالك..
هكذا صارت حياتنا هنا..
هذه غايات الأحلام لدينا..
هذه حكايتنا في بلاد الحرب اليمنية..
ماجد زايد
مازلت أتذكرهم جيدًا وهم يخططون ويرسمون الأهداف، كان أحدهم بقول ناصحًا البقية: ليحاول كل واحد منكم إطالة فترة بقاءه في السجن هناك بقدر ما يستطيع، تصرفوا بذكاء وارتكبوا ما يطيل بقاءكم في السجن، ركزوا على هذا، سيحصل الأكثر مدة منا على مبلغ مالي كبير يكفيه لشراء باص صغير ينكنه بعدما يعود لشراء باص صغير يمكنه من طلبة الله..
يومها قال أحدهم راداً على بعض المترددين من المغامرة: لقد نجحت هذه الخطة لأشخاص أخرين، لقد عادوا بعدها وأخبرونا بنجاحها، وأشتروا باصات وأمّنوا حياتهم وحياة أهلهم، لا تخافوا أو تترددوا، إنها خطة ناجحة ستخارجنا من وضعنا هذا..
واليوم، يعلم الله ماهي أخبارهم ومستجداتهم، وماذا صنعوا الى اليوم طيلة عامين..؟!!
قبل عامين كتبت عنهم هذا:
هذا نموذج عن الشباب اليمني في زمن الحرب ، الشباب التائه والعاطل والفاقد للحياة ، هذه الإفكار تأتي نتيجة البطالة واليأس المتراكم ، نتيجة إستحواذ الإوغاد على كل شيء..
هؤلاء نموذج لشباب يذهبون هرباً من فقرهم وضيقهم الى صحاري يموتون فيها أو يدفنون إو يقتلون ، إخرين أعرف منهم الكثير إبتلعتهم الصحراء السعودية ، لم يعودوا حتى اليوم ، إختفت جثثهم وأسماءهم وكل ما له صلة بهم ، لا تزال زوجة أحدهم تنتظره في بيت أهله حتى اليوم ، مات والده قهراً وذهب الضوء عن عيون إمه ، وجاءت أبنته الى الدنيا ووالدها ضائع في الصحراء لم يُعد بعد ، هو واحد من الالاف منا ، إرغمتهم الحياة على المغادرة ، هربوا ولم يعودوا بعدها للأبد ، ربما ماتوا وربما قتلوا وربما أعتقلوا وربما قبروا أنفسهم بأيديهم..
واليوم بقية الشباب الذين لم يموتوا بعد يخططون لخوض الصحراء حتى عمان ، ليس لشيء ، فقط يهربون الى السجون العمانية ، هي أرحم من تفاصيل حياتهم في وطنهم ..
أحلامهم وأقصى غاياتهم صارت سجوناً..!!
في الحروب لا أحد منكم يعرف ماذا يعني أن تكون بطالة عن العمل ، عليك إلزاماً إن تموت بيديك إن كنت ترغب ببعض الكرامة ، والاّ فهناك من سيعبث بكرامتك لتصبح مرغماً على دفن حياتك في الصحراء ، وإن كنت محظوظاً أكثر من البقية ستصل بك المسافات الى سجون عمان ليعطوك بعدها مبلغاً حقيراً تشتري به باصاً صغيراً تعول به نفسك وأطفالك..
هكذا صارت حياتنا هنا..
هذه غايات الأحلام لدينا..
هذه حكايتنا في بلاد الحرب اليمنية..
ماجد زايد
تعليقات
إرسال تعليق