رسالتين للمنتخب اليمني للناشئين..

بعد أشهر، سيشارك منتخبنا اليمني للناشئين في بطولة #كأس_العرب_للناشئين، في دولة المغرب، منتخبنا سيكون في المجموعة الثالثة ليلاقي تونس والعراق وموريتانيا، في بطولة مهمة جدًا لمنتخبنا بعد تتويجه الأخير، لهذا يجب أن يبدأ اللاعبون بالإستعدادات اللازمة لمنافسات قادمة، يجب أن يعود اللاعبين لجو الكرة واللعب واللياقة اليومية، هم أخر أفراحنا وأحلامنا القادمة..

دعوهم من العمرة والتكريمات والصور والمسابح والفيديوهات واللقاءات والإستغلالات، وأعيدوهم لجوهم الرياضي، دعوهم يعرفون أن عليهم عبئًا كبيرًا في الشهور القادمة، لا يجب أن يذهبوا بعيدًا في مشاعرهم المتخيلة لنجاحهم العظيم، عليهم تركه خلف ظهورهم، وليبدأوا في التركيز على مسئوليتهم القادمة، عليهم عبء شعب بأكمله، شعب لن يتركهم ولن يخذلهم، أيضًا جهازهم الفني والإداري أمام مسئولية وطنية وأخلاقية كبيرة، أملنا معقود عليهم، وملايين اليمنيين ينتظرونهم ويشجعونهم ويقفون خلفهم، ولكن عليهم أن يدركوا أن القادم ليس بمثابة ما تحقق، لأنه يريد تحضير وتفكير وإستعداد تام..

حين كان لاعبوا منتخبنا الصغير في فترة التجميع والتحضير والإعداد، لم يكن يظهر معهم سوى علي النونو وبقية جهازهم الفني بملاعب الوطن الصغيرة والضيقة، وحينما فازوا وحققوا الشعبية الكاسحة إحتواهم السياسيون وأخذوهم ليظهروا بجوارهم في القاعات والمنصات والمطارات والسفريات، وغدًا في الملاعب القطرية، هؤلاء اللاعبين في حقيقتهم يمثلون وجه الشعب المحاصر، الشعب لا سواه، وما حققوه كان نبضًا عن رغبة اليمنيين جميعًا وشغفهم الحزين، لا شأن للسياسيين والوزراء والحكومات والتجار بهم، لا شأن لأحد بلاعبينا، سوى ملاعب ارضهم الترايية، وجماهيرهم المتعبة..

والد أحد اللاعبين المسحوقين في صنعاء تحدث لأخرين عن بدايات نجله مع الكرة، قال بأنهم كانوا يعجزون عن توفير قيمة مواصلات وملابس لأبنهم، معبرًا عن سعادته بالعائد المادي الذي حققه أبنه أخيرًا، هذا العائد سيعينهم في ترتيب أوضاعهم واوضاع إخوته وأهل بيته، لم يكونوا يحصلون قبلها على أي إهتمام أو عائد مادي، بمعنى أن لا أحد صنع ما صنعه القدر الرياضي لأبنه وأهله وشعبه، والأحلام تحققت بعناء أفردها لا سواهم، بلا سياسيين ولا وزراء ولا إتحادات ولا رئيس يعيش في حال شأنه..

لا يجب أن ندع السياسيين يدمرون ما صنعه القدر للشعب، وما صنعه الشعب لنفسه، لأننا نعرفهم، ونعرف جيدًا ما جنته أيديهم بوطننا وحياتنا ومستقبلنا، نحن أمام مسئولية أخلاقية للمطالبة بإبعاد المنتخب عن الإستغلال السياسي والتجاري والبراغماتي، هذا حقنا الوطني الخالص، يكفيهم ظهورًا خلال خمسة أيام بجوار السياسيين، يكفيهم دعايات وإعلانات وصور نرجسية ودعائية، يكفي تمييع وتجيير وإستغلال لكل شيء جميل في هذا الوطن.. يكفي.. 

ماجد زايد

تعليقات