مازلت حتى اليوم أشاهد ردات فعل المواطنين المحتفلين في تلك اللحظة الأولى من الفوز والإنتصار، لحظة السعادة الإستثنائية في حياتنا وواقعنا اليمني، يومها كان رجل كبير في السن، يقفز من مكانه كالمجنون وهو يصرخ; الله الله اللله هييييي، هيييي، بعدها أخذ عن جسده بعض ملابسه، ورفرف بها عاليًا وهو يصيح اللللللله، الله، كان قلبه ينبض لبلاده ووطنه بحفاوة وإنبهار، روحه كانت تطير الى ما وراء هذا العالم الصغير، مرفرفةً بسعادتها، وشغفها، وحبها ووطنيتها ورغبتها في الوجود.. يمني أخر، في الثمانين من عمره، تجمد مكانه، لم يقوى على الوقوف، صاح ثم بكى، واضعًا كلتا يديه على عينيه ليبكي خلفهما من الفرح، أخيرًا إنتصر الوطن أمام ناظريه، وأخيرًا صاح الشعب من عينيه، وفي زاوية أخرى، كانت إمرأة عجوز تتصل ببرنامج إذاعي عقب المباراة وهي تزغرد، وتبكي، ثم تزغرد وتبكي لتقول: كنت فوق سجادتي أدعي لمنتخبنا بالفوز، السعادة ملان قلبي، انا فارحة وشجنن من الفرح، مبرووك لعيالي، مبروك لليمنيين كلهم. قالت كلماتها ثم بكت وبكت، ثم زغردت وأنهت المكالمة.. إمرأة إخرى إتصلت ببرنامج ماجد يزبك بعد الفوز وهي تقول بصوتها اليمني الشعبي; يعووو يعوووو فزنا، فزنااا، يااارب، انا فارحة قووي، مبررروووك لنا كلنا، مبروك لزوجي وعيالي ولكم كلكم.. وأخرى، إتصلت بذات البرنامج وقالت; أنا بصنعاء، وعيالي بعدن، عندنا الدنيا تشتعل، وفي عدن الدنيا تشتعل، يالله ما احلى الوطن عندما ينتصر كأنه شيء واحد، والله كلنا نحب الوطن، ونعشقه، وما نشتيش الاّ نعيش كلنا، بناتي وعيالي في عدن يصوروا لي ويرسلوا لي وهم يبكوا من الفرح، وانا اصور لهم وابكي وازغرد، فزناا، كلنا، فزنا كلنا..
يمني أخر أسرع بعد المباراة الى الشارع تلقائيًا ليصيح بمفرده: فزنااااا، فزنااااا، الله الله، ليحتشد بجواره الكثير من الناس ويصيحون معه حيو اليماني حيوه، اليماني فوق فوق، بالروح بالدم نفديك يا يمن، نشوة الوطن أنستهم أنفسهم، ظلوا يجرون ويجرون ويحتشد الناس من وراءهم بينما يصيحون: بالروح بالدم نفديك يا يمن، بالروح بالدم نفديك يا يمن.. هذه العبارة إنتشرت بين الناس كالريح، إنتشرت تلقائيًا، أخرجتهم من بيوتهم كالمجانين، الصغار أيضًا، كانوا في أعظم لحظات حياتهم يصرخون مع الكبار كأنه مساء العيد والوطن، العيد الذي إنتصروا فيه وتحققت لهم أمنياتهم، طفل أخر كان يشاهد الألعاب النارية ويصور لأبيه المغترب البعيد، كان يقول: هولا اليمنيين يا بابا، اليمنيين، شوف كيف يفرحوا، فزناا، فزنا، وهو يبكي.. وفتاة صغيرة قفزت من مكانها وبكت من لوعة الإنتصار، هربت لتبكي بصوت كأنه نحيب الخلاص، كانت في ذروة اللحظات الصادقة والحب اليمني العابر للنفوس.. شابة أخرى، شاهدت المباراة في غربتها، شابة يهودية أصولها يمنية، كانت تبكي وتضحك، تبكي وتضحك، في مزيج من المشاعر الإعجازية، والإستثنائية، مشاعر متداخلة لا تحدث الاّ في اللحظات العظمى من حياتنا، سعادة صادقة، وحزن بالغ التأثير، حزن عظيم، وسعادة كبيرة، وبينهما إنسان صادق في لحظاته الأكثر صدقًا وإخلاصا..
في مشاهد الناس حينما كانوا يشاهدون منتخبهم، ستجد الف حكاية وحكاية عن الصدق والولاء، البراء الخالص لحب الوطن والأرض، وفيها ماهو أكثر بكثير من مجرد فوز رياضي، تلك اللحظة أشبه بمعجزة حدثت في ذروة اليأس والظلام، كيف حدثت؟! لا أحد منا يدري، لكننا عرفنا يومها أن المعجزات تحدث، وأن الناس يعشقون بلادهم وأرضهم وحياتهم ووطنهم الوحيد..
لم أنته بعد، فهناك ما لا يمكن تصديقه أو قوله، عن أناس طارت أرواحهم صوب السماء، هائمة بما حدث لها، طارت ثم عادت كأنها برهة من الزمن، لتصير بصوت يمني واحد: بالروح بالدم نفديك يا يمن، بالروح بالدم نفديك يا يمن، خرج الناس بعدها للشوارع في عموم الوطن، بـمساءه البارد، وليله المتأخر، ملأوا الميادين، هتفوا وتحاضنوا وتلاقت أرواحهم ببعضها، كأنها الأمل المنشود منذ أعوام، لم يكن الأمر فوزًا في بطولة، كلا، لقد كان تعبيرًا عن مشاعر جامعة، في قلوب الناس جميعًا، مشاعر الوطن في نفوسهم اليائسة، الوحدة، الحب، الأمل، السعادة، التعايش، الإباء، التضحية، الشجاعة، الإخلاص، الوحدة، كانت معجزة الشعب حين يصنع سعادته في لحظة فارقة لا يتحكم بها السياسيون والسلطويون أو يعرفون توقيتها، السلطة لم تكن على علم بما حدث، الشعب أيضًا لم يكن يعرف كيف حدث ذلك، لا أحد منا يعلم ماذا حدث، لكنها قدرة الشعب المعجزة عندما تسيطر عليه لوعة اللحظة الإستثنائية لتقوده فيها مشاعره الصادقه والواحدة، في تلك اللحظة العابرة أثبت الشعب قوته، وأثبت السياسيون والمتحكمون بنا عجزهم وقلة حيلتهم، هو الشعب أذا قاده القدر العظيم، صنع المعجزات بيديه..
هذا الشعب في ملامحه الأكثر وضوحًا وبهاءًا وعشقًا للوطن، الشعب بينما يقول في لوعته الصادقة، وأنتِ يا عمري بلادي، روحي، وقلبي، وفؤادي، وأنت يا وطني شمسي ومصيري وحياتي. بالروح بالدم نفديك يا يمن.. تحيا الجمهورية اليمنية..
ماجد زايد
يمني أخر أسرع بعد المباراة الى الشارع تلقائيًا ليصيح بمفرده: فزنااااا، فزنااااا، الله الله، ليحتشد بجواره الكثير من الناس ويصيحون معه حيو اليماني حيوه، اليماني فوق فوق، بالروح بالدم نفديك يا يمن، نشوة الوطن أنستهم أنفسهم، ظلوا يجرون ويجرون ويحتشد الناس من وراءهم بينما يصيحون: بالروح بالدم نفديك يا يمن، بالروح بالدم نفديك يا يمن.. هذه العبارة إنتشرت بين الناس كالريح، إنتشرت تلقائيًا، أخرجتهم من بيوتهم كالمجانين، الصغار أيضًا، كانوا في أعظم لحظات حياتهم يصرخون مع الكبار كأنه مساء العيد والوطن، العيد الذي إنتصروا فيه وتحققت لهم أمنياتهم، طفل أخر كان يشاهد الألعاب النارية ويصور لأبيه المغترب البعيد، كان يقول: هولا اليمنيين يا بابا، اليمنيين، شوف كيف يفرحوا، فزناا، فزنا، وهو يبكي.. وفتاة صغيرة قفزت من مكانها وبكت من لوعة الإنتصار، هربت لتبكي بصوت كأنه نحيب الخلاص، كانت في ذروة اللحظات الصادقة والحب اليمني العابر للنفوس.. شابة أخرى، شاهدت المباراة في غربتها، شابة يهودية أصولها يمنية، كانت تبكي وتضحك، تبكي وتضحك، في مزيج من المشاعر الإعجازية، والإستثنائية، مشاعر متداخلة لا تحدث الاّ في اللحظات العظمى من حياتنا، سعادة صادقة، وحزن بالغ التأثير، حزن عظيم، وسعادة كبيرة، وبينهما إنسان صادق في لحظاته الأكثر صدقًا وإخلاصا..
في مشاهد الناس حينما كانوا يشاهدون منتخبهم، ستجد الف حكاية وحكاية عن الصدق والولاء، البراء الخالص لحب الوطن والأرض، وفيها ماهو أكثر بكثير من مجرد فوز رياضي، تلك اللحظة أشبه بمعجزة حدثت في ذروة اليأس والظلام، كيف حدثت؟! لا أحد منا يدري، لكننا عرفنا يومها أن المعجزات تحدث، وأن الناس يعشقون بلادهم وأرضهم وحياتهم ووطنهم الوحيد..
لم أنته بعد، فهناك ما لا يمكن تصديقه أو قوله، عن أناس طارت أرواحهم صوب السماء، هائمة بما حدث لها، طارت ثم عادت كأنها برهة من الزمن، لتصير بصوت يمني واحد: بالروح بالدم نفديك يا يمن، بالروح بالدم نفديك يا يمن، خرج الناس بعدها للشوارع في عموم الوطن، بـمساءه البارد، وليله المتأخر، ملأوا الميادين، هتفوا وتحاضنوا وتلاقت أرواحهم ببعضها، كأنها الأمل المنشود منذ أعوام، لم يكن الأمر فوزًا في بطولة، كلا، لقد كان تعبيرًا عن مشاعر جامعة، في قلوب الناس جميعًا، مشاعر الوطن في نفوسهم اليائسة، الوحدة، الحب، الأمل، السعادة، التعايش، الإباء، التضحية، الشجاعة، الإخلاص، الوحدة، كانت معجزة الشعب حين يصنع سعادته في لحظة فارقة لا يتحكم بها السياسيون والسلطويون أو يعرفون توقيتها، السلطة لم تكن على علم بما حدث، الشعب أيضًا لم يكن يعرف كيف حدث ذلك، لا أحد منا يعلم ماذا حدث، لكنها قدرة الشعب المعجزة عندما تسيطر عليه لوعة اللحظة الإستثنائية لتقوده فيها مشاعره الصادقه والواحدة، في تلك اللحظة العابرة أثبت الشعب قوته، وأثبت السياسيون والمتحكمون بنا عجزهم وقلة حيلتهم، هو الشعب أذا قاده القدر العظيم، صنع المعجزات بيديه..
هذا الشعب في ملامحه الأكثر وضوحًا وبهاءًا وعشقًا للوطن، الشعب بينما يقول في لوعته الصادقة، وأنتِ يا عمري بلادي، روحي، وقلبي، وفؤادي، وأنت يا وطني شمسي ومصيري وحياتي. بالروح بالدم نفديك يا يمن.. تحيا الجمهورية اليمنية..
ماجد زايد
تعليقات
إرسال تعليق