البُكاء أثناء الكتابة، حدثث معي في خمسة أمور لا يمكنني نسيانها، أحدها عن رجل كبير في السن مات من البرد بينما كانت الكلاب تحاول إيقاظه، وأخر عن فتاة قصف الطيران منزلها فلم تمت ولم تتمكن من الفرار، ولم تعرف ما جرى لأسرتها، وأخر عن مراهق حاصرته الحرب في جبهاتها فلم يتمكن من القتال أو الفرار، لكنه جلس في مكانه يبكي ويتذكر منزله ووالدته وشقيقاته البنات، ويتمنى الرجوع إليهن فقط، وأخر عن شاب يمني إنتحر في الهند لأنه فشل في تجديد إقامته هناك، ولم يتمكن من تحقيق أحلام أسرته وأهل بيته بالنجاح الدراسي، وأخر عن أخي يوم أن مات مع أوجاعه ومعاناته، حينما كنت بجواره في أخر لحظات حياته، هذه المواضع الخمسة لا تمحى من ذاكرتي أبدًا أبدًا، ولا يمكنني الإعتراف بلحظات إستثائية أكثر منها خيالًا وخوفًا.. البُكاء أثناء الكِتابة، أخوف شُعُور مُمكن أن يَمرَّ عَلى الإنسان بينما يحفر في روحه وقلبه حروفًا وكلماتٍ وعبارات كأنها طعنات باقية وقاسية في جسده وحياته للأبد..
ماجد
ماجد
تعليقات
إرسال تعليق