الدبلوماسية التي عجزت عن إنقاذ الشرق الأوسط والشعوب العربية المغلوبة تثبت اليوم للأوروبيين وللأمريكيبن وللأمميين ولكل من يزايد على الدول العربية، فشلها في أوروبا، فشل غير مسبوق ومربك لكل التوقعات حد التوهم والإستسلام الرديء، حدث هذا وسيحدث لأن دبلوماسيتهم بشكلها المتعجرف والباهت لم تكن على أسس منصفة وعادلة وصادقة لكثير من الشعوب المطموسة بفعل الحرب والتوافقات الدولية، لأنها راوغت كثيرًا وإستندت على المراوغات والمصالح الجيوسياسية والإستراتيجية لأصحاب القرار..
ما أعجزهم اليوم وهم يستجدون بوتين أن يجلس معهم للحوار، أن يتنازل ولو قليلًا للجلوس معهم، ليرد عليهم أنتم مجرد مدمني مخدرات! قبلها كانوا يشترطون عليه ويبالغون في إشتراطاتهم وتهديداتهم، دون مراعاة لتلويحاته وتحضيراته، ولحياة الناس وعاقبة التسيس الكارثي للقضايا السياسية والديوماسية، كانوا يدركون ما سيحدث لو بدأت الحرب، لكنهم تمادوا في جر الرجل إليها، وإيقاع قيادة أوكرانيا الساذجة، بعدها ظهروا يُخلون مسئوليتهم ويتخلون عن حليفتهم التي جروها للحرب، روسيا ورئيسها إفتعلوا حرب ظالمة وكارثية وغير مبررة على دولة مستقلة وشعب مدني مغلوب على أمره! أيضًا، أمريكا ودول أوروبا متسببون في إندلاع الحرب، والدبلوماسية الدولية المتعالية والمحتكرة لسيادة القرار الدولي والأممي تعتبر طرفًا من مسببات الحرب هناك..
نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي الأسبق في تعليقه على فشل الدبلوماسية يوم أمس قال بصحيح العبارة: نحن نتحمل نصيبًا كبيرًا من مسببات الحرب في أوكرانيا، لأننا تجاهلنا من قبل حرب روسيا على سوريا، وقتلهم للمدنيين هناك، وأكتفينا بالتنديد لاغير، نحن جزء مما يحدث لنا اليوم، من عجزنا وتهربنا ومراوغاتنا، يجب أن تتغير الدوافع والغايات بعد كل هذا، يجب أن نستفيد اليوم مما يجري لنا..
ماجد زايد
تعليقات
إرسال تعليق