النخب الثقافية وإحتكار الصوت..

 نصيحة فيسبوكية للمثقفين والناشطين: 


لا تجعلوا أهدافكم جمهور النخبة، وركزوا على جمهور العوام وجمهور البسطاء، النخبة اليمنية أسوء بيئة، وكل جوانبها شللية، وغاياتها شخصية، ومكرسة ذواتها وطاقاتها للظهور على حساب الأخرين، بيئة لا تسمح لصوت أحد بالعبور منها، أو الوصول عبرها، أو الإستفادة من مكانتها وإرثها وجماهيرها، بيئة محتكرة للوصول، ومقتنعة بافتراضية وأحقية القول لها فقط، لطالما صنعوا مطبلين، ولطالما ركبوا موجات الداعمين، ولطالما قتلوا المبدعين، ولطالما سوقوا الأفكار والأراء والقضايا بناءًا على الدفع والفوائد، وإحتكار المكان والتفيد الشخصي والشللي منه، ولا غير.. 


معايير النخبويين مصالحية، وفي أفضل الأحوال مبتزة، إما أن تسبح بفضائلهم وعظمتهم أو لن يهتم بك منهم أحد، هذا ومعظم شخوصها لا يتوقفون عن الحسد والغيرة والخوف من الأخرين، حتى لو قال شخص من خارج دائرتهم قرأنا وأثبته بمعجزات، ما تنازلوا والتفتوا أو إهتموا بما يريد أن يقوله، ولو صنع من كلماته وطريقته الف طفرة لغوية مدمرة للرائج، ما عبروه أو نشروه، هذا التجاهل والإحتكار لأن المعجزات في قناعاتهم لن يقولها سواهم، ولا يوجد أحق منهم في تصدرها.. 


لهذا، الذين يقضون أوقاتهم في مغازلة النخب ومشاهير الثقافة، ومعاتيه الرأي العام، وهم من خارج الدائرة المظلمة لن يتمكنوا أبدًا من الإستفادة أو الوصول أو التجاوب أو التعاون بناءً على الفائدة المرجوة مما يقدم للجمهور، وحدهم العوام، والجمهور العادي والبسيط والصادق والبعيد عن المصالح والإيقاعات الشللية والتطبيلية من يتفاعل مع الأفكار والأراء وينشرها ويشاركها ويدعوا الأخرين الى قراءتها، كنوع من التجاوب التشاركي المخلص في الهم والدافع، وحدهم العاديون فقط من يهتمون بالمضمون لا بالشخوض والشلل والتوافقات والتوقعات والشكوك والتوهمات والتاويلات، لأن دافعهم الحقيقي فكرة أو حقيقة أو قضية أو قول صادق، وهذا بعكس النخب البرجماتية والموبوئة بقضية الأنا والمصلحة العائدة من وراء للأنا.. 


محبتي


ماجد زايد

تعليقات