حظوظ الشخص، ومحبة الناس له، ليست ضمن قدرات البشر، هناك أمورًا خارج نطاق الإستطاعة البشرية الملموسة، بمعنى أن حظوظ الشخص لا تتحقق وفق إرادته، أو خططه، أو أساليبه، بقدر ما تتحقق وفق عوامل خارج نطاق سيطرته، هذا ما يحدث لملاطف الحرازي في رواجه وشعبيه واكتساحه للرأي العام الداخلي والخارجي، إذ ليست موهبة ملاطف خارقة، بقدر ما حظوظه خارقة، وليست طاسته مختلفه، بقدر ما شغفه مختلف.
محبة الناس، وإجماعهم على الشخص تأتي بلا مقدمات كمصادفة في حياته، ليتكفل هو بتطويرها واستغلالها والإستفادة منها بطريقة ذكية وعملية وذات مستوى مواكب.. الحظ والمصادفة يتحققان بعوامل كونية وقدرية، يحدث هذا وفق نسبة ضئيلة ومتوسطة، ولكن الشخص هو من يستغلها ويعمل عليها ويطورها، لتصبح في النهاية رائجة جدًا وفوائد متعددة وبالغة الأهمية، وقد يفشل الشخص في استغلالها بشكل صحيح لتصبح في النهاية عبئًا وحملًا ثقيلًا وربما دمارًا نفسيًا، وبمعنى أدق، الحظ يحدث عندما تتلاقى المعرفة مع الاستعداد، الإنسان الذي يُعد ذاته جيدًا، يكون مهيئًا لفرصة واحدة فقط كي تأخذه نحو الذهاب بعيدًا، ربما قد تحدث وربما قد لا تحدث، ولكن الاستعداد التام لها أهم شيء في صناعتها.
وخلاصة الأمر، فيما يخص السر خلف شعبية ملاطف الحرازي، هذا السر يكمن في شيء غير متوقع، لهذا فنحن نقول عن ملاطف بأنه محظوظ جدًا مقارنة بألاف الأشخاص الذين يملكون موهبته وطريقته في البرع، ولكن تفاعل الأسباب في حياته غير متوقع، وغير طبيعي، لتكون العوامل في مجملها أسباب قدرية.
ماجد زايد
تعليقات
إرسال تعليق