إلى زارعي وبائعي القـ ـات:

أنتم أنقذوا العالم وأنا سأكتب كيف أنقذتموه، هكذا يقول #بوكوفسكي عنكم، كأنه يقول لنا جميعًا في حكايته عنا نحو العالم: أيها الموالعة الصامدون، تجاهلوا ما تبقى من ذلك الليل والنهار، لا أحداث، لا فواجع، لا شيء يستحق التحدث عنه، فقط شاهدوا من يقطفون لكم الحياة بأيديهم ثم يرتبونها ويقدمونها إليكم كأنها جرعات الخلود! شاهدوا كيف يواجهون الصقيع بضحكاتهم كل يوم، لينقذون حياتكم وأحلامكم! هؤلاء الصغار المبتسمون هم الذين هربوا من جحيم البقاء، لهذا لا يتحدثون عنها ولا يبالون بها، يبتسمون فقط، ولا شيء من شقاء الشتاء يقلقهم بعدها! 

 


حسنًا، هل تعلمون يا رفاق: أنا من السهل إسعادي، علاقية واحدة مما يقطفونه بشغفهم تكفي لسعادتي، المشكلة في بقية العالم.. ولكن هل تعلمون متى ينتهي الحب في حياة الإنسان؟! عندما لا يجد علاقية قـ ـات واحدة، حينها سيتألم وسينطفئ، وسيتوقف كل شيء فيه، عندها فقط سيظن كل شيء في رأسه بأن كل شيء قد انتهى من حياته. لهذا صدقوني: الحياة في اليمن تنهك المرء، وتُبليه، لكنها تعجز تمامًا أمام علاقية قـ ـات واحدة. 


المجد لكل بائعي القـ ـات.. إنهم يصنعون لنا الحياة، ويخلقون البقاء لهذا العالم..


ماجد زايد

تعليقات