منذ زمن بعيد وأنا أتابع فنان يمني شاب، فنان لونه أخر وذوقه أخر وشكله أخر، فنان يشبه أرواحنا وما نفكر به عن حياتنا، عن الحب بطريقة راقية، وعن السلام الممزوج بحبنا للأرض والوطن، عن الحرية والجمال والإبتسامة والصباح المليء بالنشاط، عن أيمن قصيلة الفنان اليمني الجميل والأصيل وأبن اليمن، أيمن الملحن والمجدد والكلمات الراقية وهذه الأغاني الخالدة..!
قديمًا، كنت أقلب أغانيه وأرددها وأعيد تحميلها، وفي كل مرة أشتاق فيها لـ أمي أستمع عنه وحده ما غناه ذلك اليوم الى والدته من غربته الممزوجة بالوجع والحنين والخوف المرهق من ذهاب السنين البعيدة..!
أيمن اليوم يصدر أغاني جديدة وفريدة، وفي ثنايا كلامه يطلب منا مشاركته الدعم والسعادة..!!
الله يا أيمن الله..
نحن من يطلب منك دائمًا مشاركتنا السعادة والحياة، أنت جزء منها وفيها، الجميع في الوطن يستمعون الى أغانيك ويرددونها، هذا ما أعرفه حقًا، قد لا يعرفونك بالفعل لكنهم يتبادلون أغانيك والحانك وكلماتك وسعادتك كـ مشاعر صادقة يعبرون بها للأخرين عن شيء ما عجزوا عن البوح به، في حارتنا بصنعاء وجدت الكثير من الشباب يستمعون اليك كل يوم، كانوا يتبادلونها لبعضهم بالبلوتوث، كانوا يحفظونك جيدًا في حياتهم ولحظاتهم، كانوا يخبئونك في قلوبهم ومشاعرهم، وذات يوم في زحمة الحرب والظلام فتحت إحدى الإذاعات المحلية وهي تبث في ليلة العيد أغنية ببهاك وصوتك، أتذكرها جيدًا وأتذكر ألحانها وشكلها المتوزع كالفرح والسعادة، "يا سايلة" وصداها المتردد في المدينة كنداء أخير للفن والحب والتجديد وليلة العيد..!
تدري يا أيمن..!
صوتك لونه فرحة، صداه ينشر السعادة، هذا ما قلته منذ البداية، صوتك يعيد لنا السعادة والتفاؤل، أنت فنان جميل وأنيق وراقي ومبدع، فنان يشبهنا ويشبه حياتنا، والكثير من الناس يحبون طريقتك وتفاؤلك وصداك المتردد في خانات القادمين بقوة، أنت إنسان قبل ذلك، وتنتمي لناسك وروحك، هكذا تقول أغانيك في أصداءها عنا، كثيرون يتغيرون بعوامل الأضواء والأشكال لكني أتابعك منذ زمن، مازلت ذلك أنت ملكا لجمهورك ومتابعيك، والناس يحبونك ويخبئونك، ثق بهذا، سأخبرك بأمر أخر، كانت أبنة أخي ذات يوم تجهز إذاعة المدرسة، تعد المواضيع وتكتب المقدمة وتنسق المواد، يومها حاولت مساعدتها، جلست بجوارها أقرأ الفقرات، كانت أغنية الإذاعة الصباحية في المدرسة الإبتدائية تحمل أسمك، سيفتحونها في طابور الصباح، هذا ليس أمرا يحدث كل يوم.. أن تصبح ضمن إهتمامات الصغار والكبار والناس بشكل عام، هذا إتساع باتساع الشعب، بانتشار الهوية ذاتها والشكل والمضمون، صدى لا يصله غير فنان يحبه الناس ويعشقونه ويتابعونه بصمت، لكنهم سعداء مع كل ما تمنحهم وينتظرون الجديد والمزيد، وهآنت ذا دائمًا تعطي الجميع ما يريد.!
الفنان يا أيمن خلق للناس، خلق لحياتهم وذوقهم وترقبهم، خلق لتقديم الفن والجمال، ولم يخلق لنفسه، هكذا يقول راسل، خلق ليسعد الناس ويجدد الأمل والحياة والرغبة في بقاءهم، وهذا أنت بكل تفاصيل الحكاية..
.
لا أدري ما يجعلني أكتب كل هذا، لكنها المصادفة وعزيمتك الباعثة فينا الكثير..
مبروك يا أيمن عن كل أانيك وشكر عظيم، ومرة أخرى أنت تجديد في حياة الناس، أنت تفاءل ورغبة تتجدد كل يوم ، وأنت ايضًا مزروع في قلوب الناس العاديين والبعيدين والبسيطين بينما يستمعون اليك ويتخيلون أغانيك عنهم وعن مشاعرهم..
صدقني..
أنت حالة متزايدة من الحالات الملتصقة بعواطف الفتيات العاشقات في الوطن، حالة تغطي مساحة المحتويات المعبرة عن الذات ولحظتها في حالات التواصل الإجتماعي للكثيرين، أنت أغاني الحالات ورسائلها ومعانيها وغموضها، وأنت فنها والحانها وسعادتها المتوقفة بلحظة غير عابرة من الزمن المرتبط بهم، أنت فنان يحتاجه الشباب والشابات والناس بشكل عام، يحتاجونه للتعبير عن أمنياتهم ورغباتهم وما يرددونه صباح كل يوم..!
ماجد زايد
20_نوفمبر_2020
#قالت_حبيبي
#أيمن_قصيلة
تعليقات
إرسال تعليق